الجمعة، 3 يوليو 2009

ايدك ايدك!!











لكل امة ثقافتها وهويتها وفي مجال الموروثات تتناقس الامم في الحفظ والتاصيل وتجديد وتحديث وسائل الحفظ من مهرجانات واساليب اخرى كالمتاحف الرسمية والتي تعبر عن هوية البلد واصالته ولسان الحال من لاماضي له لاحاضر له. هذه حقائق ومقدمتي مدعاة للبدء في حديث عن اصالة افلت وكلماتت قتلت بل نحن من ابادها بالذوبان السريع في حضارة غيرت كل ماله صلة بالماضي . فيالله ما اجمل تلك الايام التي عايشنا منها يضع سنين فالفناها وتمكنت منى حتى انها اصبحت حلم ولا اجمل منه نعود له كل ما احسسنا بالغربة في بوتقة الحضارة والعصرية والعولمة . احبتي كان لنا اهاجيس مخصصة لمناسبت معينه فمن نطقها يعلم السامع بحال القائل وتتضح الوضغية نماما . حدثني جدي تغمده الله برحمته فقال نقوم بعد نتصف الليل بقليل ونذهب لحرث الفيحه فننتهي قبيل طلوع الشمس والسر في التبكير هو الحفاظ على الثرى في الارض فقد يتاخر المطر وطلوع الشمس كفيل بتبخير ما انكشف من الحرث .الليل هيا والنهار هيـــــــــا ياراقد(ن) عن فيحة الثريا قال . عندما قربنا من منتصف الوادي واذا بمن سبقنا ينشد ويردد /
ويا مــبرق (ن) سدده فين عنا
اربك على ابو جمال البريهي
وهذا اللحن معروف يقال عن الدمس قال : فاخذت العرقة وقمت اضرب عمك اعتقادا مني انه نام فاخرنا قال وهو متحمل وحاس بذنبه ومستغرب ولما اقتربنا من المنشد واذا به يظلع يعني تـــــــــوه بدا!!!في الطينة يجتمع الجميع ويدق الزير بطريقة خاصة للمناسبة واجزم ان لاكثر المناسبات اهاجيسها واساليبها .اما هذه فقد تاثرت بتغير الوساءل فلم يعد لسان الحال في الدياس وترديد .
تدق لوكانت عصيف اخصـر
اذا احتداها الخورم المنخبر
يفلن تستطيع ان تترنم بها وان فعلت فلن تسمع من صوت الدياسه !!كان هناك لغة رمزية جميلة متفق عليها تقال من الجميع باختلاف الاصوات وتنفذ حتى من حيوانات طبعت على هذا الحال . نقول للغنم اتش اتش لتغيير الانجاه فالمسار خاطي . تصل الرساله . نقول ايضا حي حي وتنفذ . ويقول من يسوق اذا اراد تحريك الثيران بالغرب عل عل فرج الله قريب وتتحرك . في الحرث يتهوم اهاهاها فتنحرف الثيران .ولعل ما دفعني للكتابة هو اثارة من الكاتب عبد الله بن مرضي شبه فيها الرجال بالجمال .ونقل قصيدة فوقع على جرح قال ابراهيم ابن حمدان .
ياشعيل انتقل حملك عســــــــــــــى الله يعينك ياشعيل
وانصب الرأس وأهدر وعلى مهلك أدرج وايدك ايدك
فكلمت ايدك ايدك تقال لتحذير الجمل من الوقوع في مكا ضيق فيقف ويعتدل وتتغير احيانا الطريق .سبحان الله هذه الكلمات افلت وقتلت في مهدها فتخيلوا راعيا من البنقال يردد اهاجيز مع غنمه ماذا سيختار ؟!!!واخر من السودان سيكون له رموزه ولغته التي لن تفهمها بهائمنا .هذه الكلمات والاهاجيز هي جزء من تراثنا ومن تاريخنا كانت مرافقة لحقبة زمنية ومعروفة للجميع واليوم ليتنا نجدها في سجلاتنا ومنتدياتنا ونتداولها في احاديثتا حتى من باب الاستراحات والو ناسة لنؤصل جيلنا وشبابنا بما كان بعيشه اجدادهم فقد كان لهم حضارة واثار وسقى الله تلك الايام وتلك الحياة الجميلة والمشرفة باهلها عاشوها صعبة فبسطوها باساليبهم وتعاملهم معها . لقد عاشوا كبار وماتو كبار يرحمهم الله .قال البيضاني :
الحياة القديمة ليش يفنونها .
للجميع تحياتي وشكري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق